خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من النّور، وقد خصّهم الله سبحانه وتعالى بصفاتٍ وسماتٍ تميّزهم عن غيرهم، فالملائكة عبادٌ خلقوا لعبادة الله وتسبيحه وتقديسه، فالله سبحانه وتعالى يلهمهم التّسبيح كما يلهم الإنسان في الدّنيا النّفس، وهم لا يعصون الله في أمرٍ يأمره سبحانه، قال تعالى: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ).
لذلك وعندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم -عليه السّلام- أمر الملائكة بالسّجود له، فسجد الملائكة كلّهم أجمعون إلاّ إبليس، فقد أبى بجبلّته السّجود، وللملائكة عند ربّها بيتٌ يسمّى بالبيت المعمور، وهو فوق الكعبة تمامًا ويدخل هذا البيت كلّ يومٍ سبعون ألفاً من الملائكة لكي تعبد ربّها وتسبّحه، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز آيات بيّن فيها فضل الملائكة ومكانتها عنده سبحانه وإنّ الإيمان بهم ومحبّتهم واجبٌ على المسلم صاحب العقيدة الصّحيحة بدون التّفريق بين أحدٍ منهم، ذلك أنّ اليهود يعادون جبريل -عليه السّلام- ويوالون ميكال -عليه السّلام-.
ولقد ضلّوا في ذلك وانحرفوا عن الصّراط المستقيم وما حملهم على ذلك إلاّ رفضهم القبول بدعوة الله تعالى ورسالة الإسلام، من بعد أن تبيّن لهم الحقّ الذي أنزله الله على نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- عن طريق جبريل، كما بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ الملائكة هم عبادٌ له وليس كما يزعم المبطلون من اليهود أنّهم إناث، قال تعالى ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرّحمن إناثًا، أشهدوا خلقهم، ستكتب شهادتهم ويسألون ) .
أسماء الملائكةوقد ذكر الله في كتابه العزيز أسماء عددٍ من الملائكة عليهم السّلام، كما ذكرت السّنّة النّبويّة المطهّرة أسماءً أخرى، ومن بينهم جبريل -عليه السّلام-، ومهمّته أن ينزّل الوحي من عند الله تعالى على رسله وأنبيائه، وقد كان جبريل يأتي النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في صورة الصّحابي دحيّة الكلبي -رضي الله عنه-، وقد جاء يومًا يعلّم المسلمين دينهم، كما رآه النّبي الكريم مرّة على صورته التي خلقه الله عليها سادًّا الأفق بجناحيه،.
ومن الملائكة أيضًا ميكال -عليه السّلام- الذي هو موكل بالمطر من السّماء، وإسرافيل -عليه السّلام- الموكل بمهمّة النّفخ في الصّور، وهناك منكر ونكير -عليهما السّلام- اللّذان يأتيان العباد في القبر، وكذلك رضوان -عليه السّلام- حارس الجنّة، ومالك -عليه السّلام- حارس النّار، وهناك أيضًا الملائكة التي تحفظ المسلم في نومه، والملكان اللّذان يسجّلان أفعال العباد عن اليمين والشّمال، والملائكة التي تحفّ حلق الذكر بأجنحتها .
المقالات المتعلقة بأسماء الملائكة وأعمالهم